Low,Angle,Shot,Of,Modern,Glass,Buildings,And,Green,With

نشرنا مدونة في فبراير 2021 عن الأجندة الخضراء وكيف ستؤثر في سوق العقارات البريطاني، ما يجعل من هذه اللحظة الوقت المناسب لمتابعة هذا الموضوع والنظر في آخر المستجدات.

وصلت درجات الحرارة في أوروبا العام الماضي إلى أعلى مستويات مسجلة وكانت البيئة المبنية مسؤولة عن 40% من انبعاثات غازات الاحتباس الحراري العالمية، والتي من المحتمل أن تتضاعف بحلول 2050 إذا لم نتحرك الآن. وعليه فقد وصلنا إلى مرحلة حرجة تلح على قطاع البناء والتطوير الاهتمام بالناحية البيئية من البناء.

نتفحص في هذه المدونة التوجهات الجديدة في العقارات الخضراء، بما يشمل الاستدامة، ووصول هذا الموضوع إلى مستوى من الأهمية يجعله من أولويات صناع القرار، وإمكانية تقديم هذه التقنيات بأسعار معقولة، بالإضافة إلى المنافع التي تقدمها العقارات الخضراء إلى مختلف الجهات.

الاستدامة تصعد على سلم الأوليات

في تقرير عوائد الاستدامة، كشفت شركة جي. إل. إل. أنه “يتزايد اهتمام المستثمرين والسكان في المخاطر البيئية وأخذها في عين الاعتبار عند التفكير في الأسواق الجديدة التي يرغبون في الانتقال إليها والمباني التي يفضلون المعيشة فيها أو بيعها أو شرائها.” ووجدت الشركة عبر استبيان حديث أن 78% من المستثمرين يرون أن المخاطر البيئية تشكل مخاطرًا مالية ويتوقع 79% من السكان أن خفض انبعاثات الكربون سيكون جزءًا أساسيًا من استراتيجيات شركاتهم بحلول 2025، ما يؤكد على كون الاستدامة أولوية ذات أهمية متزايدة في أوساط صناع القرار.

من مسببات هذا التوجه حاجة المطورين والمستثمرين إلى التجاوب مع تغير المناخ قبل بدء المستأجرين بالمطالبة بهذه التغييرات.  ويوضح تقرير جي. إل. إل. أيضًا أن الأدلة القولية تشير إلى تقلص مجموعات المشترين في حالات عدم توفر البيانات المطلوبة من البائع  حول تحركه باتجاه صافي الصفر.

العقارات الخضراء في متناول الجميع

 من المنازل الخضراء إلى السيارات الكهربائية، تحوم حول هذه المواضيع مفاهيم خاطئة بأن البدائل المستدامة ذات أسعار غير معقولة، لكن هذا الأمر ليس صحيحًا في كل الحالات. فعلى سبيل المثال، من المشاريع التي تتصدر عالم البناء الأخضر مشروع مارك، وهو مجمّع من 1,200 شقة في أوترخت في هولندا، ومن المخطط إتمام هذا المشروع في 2023. توفر الخطة المقترحة للمشروع دفيئات زراعية حيث يستطيع السكان زراعة طعامهم بأنفسهم، بالإضافة إلى خدمة مشاركة السيارة الكهربائية، وسيتم تشغيل المبنى كاملًا بالطاقة الشمسية. تتمثل الرؤية في ضمان أسعار معقولة لهذه المنازل بالنسبة إلى معظم الناس، علاوة على توفير إسكان جماعي منخفض الدخل، وهو ما يؤكد على إمكانية التوفيق بين الاستدامة والحفاظ على الأسعار المناسبة. ومع تقدمنا في جعل البيئة المبنية خضراء أكثر، من الضروري النظر في القدرة على تحمل التكاليف لأن هذا عامل ضروري في جعل التقدم في المجال أكثر انتشارًا.

المنافع المشتركة للمطورين والمستثمرين والسكان

في حين أنه من المهم معالجة التأثير البيئي للمباني القائمة، تم تصميم المنازل الصديقة للبيئة مع الاهتمام بتقليل البصمة الكربونية. سيساعد الجمع بين مصادر الطاقة المتجددة وكفاءة الطاقة ومواد البناء المحلية والمستدامة والتكنولوجيا الذكية على التقليل من التأثير على البيئة.

يمكن أن تعود العقارات الخضراء بالنفع على المطورين، إذ يمكن أن تقلل المواد المحلية من وقت البناء وتكاليفه. توجد أيضًا حوافز لتوفير المال للسكان أنفسهم الذين يمكنهم توفير 30% في المتوسط ​​من فواتير الطاقة، ومع ارتفاع فواتير الطاقة، يكون هذا أكثر أهمية من أي وقت مضى. إننا نشهد الآن تقدم الرهون العقارية الخضراء، إذ توفر العديد من البنوك الأوروبية الآن معدلات رهن عقاري أكثر جاذبية لمشتري العقارات ذات الكفاءة في استخدام الطاقة، وهي ميزة إضافية. هذا التوجه مفيد أيضًا للمستثمرين وفقًا لتقرير صادر عن دالتون وفويرست، “ينتج عن الشهادات الخضراء علاوة إيجار بنسبة 6% وقسط مبيعات بنسبة 7.6%” ما يعني أن العقارات المستدامة توفر عوائد قوية على الاستثمار.

جي. آر. إي. أسيتس هي شركة استثمار عقاري تمتلك مشاريعًا سكنية كبرى في المملكة المتحدة وإسبانيا.