shutterstock_1072095242 - resized

توقعت الأمم المتحدة أن 60٪ من سكان العالم سيعيشون في مناطق حضرية بحلول عام 2030. وبالنظر إلى هذا التوجه مع عدم قدرة السكان على تحمل تكاليف العيش في لندن، فقد ارتفعت شعبية المدن والبلدات الإقليمية في المملكة المتحدة، خاصة بين الشباب المحترفين.

مع حملات إعادة الإعمار والاستثمار المجتمعي من خلال اتفاقيات القسم 106 وظهور المدن الذكية عالية الاتصال، يتم تحويل المناطق الحضرية في المملكة المتحدة وتغييرها كليًا. وبفضل هذه التغييرات، أصبحت المدن والبلدات الإقليمية أكثر جاذبية للعيش والعمل على حد سواء.

بالنظر إلى المدن والبلدات البريطانية كحالات دراسة، اكتشفنا كيف تقوم عمليات إعادة الإعمار الحضرية بصناعة اسم المواقع الإقليمية في المملكة المتحدة وزيادة شعبيتها.

مانشستر
إن “عاصمة الشمال” مانشستر، لم تعد تلك المدينة التي كانت عليها قبل ثلاثين عامًا، وذلك بفضل الاستثمارات الكبيرة فيها. ومن خير الأمثلة على ذلك ميديا سيتي: المقر الجديد لـ بي. بي. سي في الشمال الغربي للمدينة، والتي تم إطلاق مرحلتها الأولى في 2011. وستشكل المرحلة الثانية توسعًا بقيمة مليار جنيه إسترليني سيشمل أستوديو التلفزيون ومساحة الإنتاج والعقارات التجارية وفندقًا ومنازل جديدة، وهو ما سيرسخ مكانة مانشستر كمركز إعلامي في المملكة المتحدة.

ومن بين المشاريع الرئيسية الأخرى مدينة مطار مانشستر، وهو مخطط تبلغ مساحته 5 ملايين قدم مربع، إذ يشمل المكاتب، ومرافق التصنيع والخدمات اللوجستية المتقدمة، فضلًا عن الفنادق والبيع بالتجزئة. إن لشركة جي. آر. إي أسيتس دور كبير في مخطط اعادة الإعمار بواقع إشرافها على مشروع ساحة وان سميثفيلد، والذي يمثل القطعة الأخيرة من المخطط الذي تبلغ قيمته 120 مليون جنيه إسترليني في الربع الشمالي.

بالدمج بين هذا المستوى من التنمية مع قوة المدينة نفسها، تصبح المدينة مرغوبةً للعيش والعمل. وبما أن هذه المدينة تضم أربعة من أفضل الجامعات بما يشمل أكبرها في المملكة المتحدة، فإن الشركات تستفيد من إمكانية تحصيل قوة عمل عالية التعليم. كما توفر المدينة أيضًا سكك قطارات فائقة السرعة تربط بين المدينة ولندن وبقية مناطق المملكة المتحدة ليصل السكان إلى أماكن أعمالهم ومراكز الترفيه بكل سهولة. وتعتبر مانشستر “قوة اقتصادية” على نطاق واسع، ويبلغ ناتجها المحلي الإجمالي 54 مليار جنيه إسترليني، وهي موطن لـ65 من أصل 100 شركة تابعة لمؤسسة إف. تي. إس. إي “FTSE”.

بعد نجاح مخطط إعادة إعمار مانشستر، شهدت أسعار المساكن زيادة كبيرة، ولكن الاستثمارات الدولية الإضافية في السوق السكنية خلقت زيادة في العرض وسوف يحتاج الطلب على المساكن في المدينة إلى الوقت الكافي للحاق بالعرض الحالي.

ريدينغ
شهدت ريدينغ نموًا كبيرًا على مدى السنوات الخمس عشرة الماضية، وذلك من خلال عملية إعادة الإعمار المستمرة. من هذه المشاريع تشاثام بلايس، وهو مشروع تاريخي يوفر استخدامات عديدة لمساحته وسط المدينة. ذلك بالإضافة إلى مشروع إعادة تطوير محطة القطار. تعتبر مدينة ريدينغ موقعًا محبوبًا بين الشركات، بفضل وجود خريجين من جامعة عالمية المستوى وأكثر من 50٪ من السكان الذين تتوفر لديهم المؤهلات المهنية الوطنية من المستوى 4 أو أعلى. يوجد في المدينة الكثير من الشركات متعددة الجنسيات في قطاع التكنولوجيا، بما في ذلك شركة مايكروسوفت، وسيسكو، وهواوي، وتتخذ هذه الشركات من المدينة مقرًا لها، وقد اكتسبت هذه الشركات سمعة طيبة بوصفها “وادي السليكون” في أوروبا.

يمكن استخدام محور مواصلات بيركشاير الفعال للوصول إلى لندن بادينغتون خلال 22 دقيقة بالقطار، وسيستفيد هذا المحور من مشروع كروسريل الجاري إنشاؤه، وهو ما سيتيح إمكانية الوصول إلى محطات لندن المركزية الأخرى. تعد “ريدينغ” وجهة شائعة للبيع بالتجزئة، حيث يستقبل مركز تسوق “أوراكل” تقريبًا 15 مليون زائر سنويًا. وقد مكنت كل هذه العوامل المدينة من أن تكون مكانًا رائعًا للعيش والعمل، فهي أقل تكلفة من عاصمة المملكة المتحدة التي تقع على مقربة من منها، ما مكنها من جذب انتباه المستثمرين الأجانب.

بيتربره
حازت مدينة بيتربره على لقب “المدينة الذكية العالمية” في عام 2015، إذ برزت المدينة باعتبارها إحدى المدن الذكية الرائدة في المملكة المتحدة، وهي من المدينة التي من شأنها أن تمهد الطريق لأسلوب الحياة في المستقبل. وإن خير مثال على ذلك كونها من أوائل المناطق التي فعّلت تقنيةG 5 في المملكة المتحدة.

وعلى مدى السنوات الأخيرة، تمتعت بيتربره ببرنامج إعادة إعمار سريع الوتيرة يشمل إنشاء مركز ترفيهي في وسط المدينة بقيمة 160 مليون جنيه إسترليني، ومشروع عقاري على ضفاف النهر بقيمة 120 مليون جنيه إسترليني تتمثل مرحلته النهائية في شقق نين وورف. ولقد ساهم هذا في تحول المدينة إلى واحدة من أسرع المدن نموًا في المملكة المتحدة، بل توقع تقرير حديث صادر عن مؤسسة ماكينزي أن بيتربره سوف تشهد نموًا بنسبة 40٪ بحلول عام 2025.

تجمع مدينة بيتربره بين الحياة الحضرية وسحر الريف، حيث توفر للمقيمين بها من الشباب التوازن بين الحياة الاجتماعية والعملية بفضل الاقتصاد المزدهر وكما توفر لهم وسائل الترفيه المتنامية. كما أصبحت المدينة نقطة جذب للاستثمار، وذلك بفضل خطط إعادة الإعمار التي قامت بتحديثها وكذلك موقعها في قوس أكسفورد وكامبريدج.

لدى شركة جي. آر. إي أسيتس مشاريع عقارية في مانشستر وريدينغ وبيتربره.